Paper
: تمظهرات الخطاب الاستعماري في الفكر الأنثروبولوجي.
presenters
laadim abdeslam
Nationality: MOROCCO
Residence: MOROCCO
Presence:Online
Keywords:
الكولونيالية – المركز – الهوامش – التطورية – التمركز الغربي.
Abstract:
تحولت الأنثروبولوجيا التي تزامنت نشأتها مع ازدهار الحقبة الكولونيالية إلى علم برغماتي نفعي، وظفت مناهجه وأدواته لخدمة أهداف الاستعمار، عن طريق انخراطها في الدراسة غير البريئة للمجتمعات المسماة بدائية أو متوحشة، وذلك لتفكيك أنساقها الظاهرة والمضمرة والإحاطة بتاريخها وأساليب تفكيرها وأنماط عيشها، وتوظيف المعلومات والبيانات المجمعة حولها أنثروبولوجيا لتعزيز السيطرة بغية إحكام الإخضاع والترويض، بمعنى أنها رامت من خلال تناولها الإثنيات غير الغربية بالدراسات والتحليل إشباع الشغف المعرفي للعالم الغربي والمتمثل في استكشاف غيره ومن ثم بلورة الاستراتيجيات الكفيلة بترويضه.
وهكذا يرى العديد من الباحثين أن بداية هذا العلم الحديث النشأة مقارنة بغيره، اتسمت بخدمته لأهداف الكولونيالية عبر مد الدول الأورو أمريكية بالمعلومات والبيانات التي تمهد طريق الاختراق والغزو العسكري والثقافي بما وفرته لهم من مادة خام ومعلومات غنية ومتنوعة على مستويات وأصعدة عدة؛ من عادات وتقاليد وأعراف وموروث شعبي وأنماط التدين وغيرها من الجوانب، ولكن سرعان ما تحولت الأنثروبولوجيا فيما بعد إلى علم للممانعة والمقاومة الدوغمائية للفكر الغربي بطابعه النرجسي، فصارت بأدواتها ومفاهيمها وتقنياتها أداة نقدية لخلخلة المبادئ والأسس التي أدت إلى التمركز والانغلاق وإقصاء الآخر من دائرة الخلق والإبداع. بعد أن استندت فيما سبق إلى الأفكار القدحية المستمدة من الانتشارية والانقسامية والتطورية ونظرية الأجناس التي ترى أن الغرب هو مركز الإبداع وأن الهوامش المحايثة مجرد توابع تقتات من فتاته عبر التقليد والمحاكاة.
صورت الأنثروبولوجيا العالم غير الغربي على شكل مجتمعات متوحشة تستدعي التدخل الغربي لاستدخال جوانب التحضر والتمدن وتسويق نموذجه الحضاري عن طريق الاستشراق والرحلات وحملات الاستكشاف الجغرافية الخادمة لمشروع استعمار الشعوب وغزوها وهو ما أدى إلى توسيع الهوة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب مما أدى إلى التشكيك في براءة ومعزى مجموعة من المفاهيم؛ من قبيل التلاقح والتثاقف.